الاثنين، 30 مايو 2011

أمـــــــــــــي


أمّي لا تختلف عن باقي الأمهات فهي ترى أنّ بناتها الأجمل، و الأفضل على الإطلاق.
و لا تقبل أن يشكك أحد ما في رأيها، فهي مستبدة برأيها في ما يخصنا..
لطالما اعتبرتني أجمل بناتها ،و أكثرهنّ تميزا و لا أعلم لما ؟ فهي لا ترى بي عيوب !
هكذا هنّ الأمهات يرينا العيوب حسنات!!
ذات يوم ليس ببعيد: قالت لي أمي في محاولة لطرح موضوعها المفضل معي..
يا ابنتي سيكون زوجك محظوظا فأنت متكاملة، كنت أبتسم في سرّي و أقول حبيبتي أمي هل يوجد من هو كامل في هذه الحياة؟
ولكني أضطر لمجارتها لأسعدها غير مقتنعة بقولها، ففي رأي لا أحد يخلو من العيوب و الأخطاء فنحن بشر..
ككل الأمهات: كان همّ أمي تزويجنا الواحدة تلو الأخرى: و في رأيها قد حان دوري .
أنا العنيدة تريد أمي تزويجي! و لأنها تعلم ذلك تستعمل معي كل الأساليب ،و تشنّ هجماتها المتكررة
و بكثافة حتى تضعف دفاعاتي، ولكن رأسي كجلمود صخر لا يلين، و لا يتراجع. في رأي لازال الوقت مبكر..
كل حديث أمي يتمحور حول تمجيد هذا، و شكر ذاك. و مهما حاولت تغيير الموضوع تجدها تصرّ على ذلك..
و لأنها أمّي لا أجادلها، و إنّما أرفض عرسانها بلطف، و أقول لها مازحة: أتريدين التخلص مني سريعا يا أمي؟
لا أريد الذهاب إلى أي مكان بعيدا عنك، أريد البقاء إلى جوارك..
تنظر غير مصدقة بعينيها المشعتين بالحنان و الحزم في آن، و تقول يا ابنتي في سنك كنت أما لطفلين و لم أنس أمّي، و لم أتركها و في كل حين كنت أزورها و أهتم بها..
أجيبها بصبر، حبيبتي أمي إن تزوجت سأذهب بعيدا، و ستفصلنا الصحارى و البحار فاتركيني أنعم
بحنانك، دعيني أرتوي من حبك أكثر فلست مستعدة لأتزوج فأنا مازلت طفلة، ألا ترين يا أمي؟
بربك دعي الطفلة التي بداخلي تكبر، و تنضج أحبك يا أمي و فطامي لازال موعده بعيد..
و لكن هل تستسلم أمي؟ أبدا بل تزداد شراسة في الطلب و أزداد أنا عنادا..
أعلم أنني في يوم ما سأرضخ لطلبها لكن ليس في وقت قريب
...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق